هبوط أول رحلة جوية تابعة للعملية الإنسانية الهادفة إلى توفير الرعاية الطبية لأطفال غزةرعاية مئة طفل من غزة في مستشفيات إيطاليا بدعم من الفاتيكان |
في إطار مبادرة إنسانية مشتركة تهدف إلى إنقاذ حياة 100 طفل فلسطيني من غزة مصابين بأمراض خطيرة، وصلت الاثنين الماضي أول رحلة جوية تحمل 11 طفلًا ومرافقيهم إلى مطار «شيامبينو» في روما، بعدما تمكنوا من الخروج من قطاع غزة المحاصر عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
كان في استقبال الأطفال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، والأب إبراهيم فلتس، نائب حراسة الأراضي المقدسة، والسفير الفلسطيني لدى الكرسي الرسولي، عيسى قسيسية، وعدد من المسؤولين الإيطاليين.
انطلقت المبادرة من رؤية مشتركة بين حراسة الأراضي المقدسة، وهي مؤسسة كاثوليكية تخدم في الشرق الأوسط منذ قرون، ومؤسسة «أطفال غزة»، وهي منظمة تطوعية تهتمّ بالأطفال الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية والنفسية. وحظيت المبادرة بدعم من وزارة الخارجية الإيطالية وتنسيقها، إذ تكفلت الوزارة بتأمين النقل الجوي للأطفال وعائلاتهم من غزة إلى إيطاليا عبر مصر.
ويتلقى الأطفال العلاج في مستشفى الأطفال المتخصّص
«الطفل يسوع»، والمدار من قبل الفاتيكان. ويشرف المستشفى على استقبال الأطفال وإجراء الفحوص الأولية لهم، في ما سيُنقَل بعضهم إلى مرافق صحيّة في مدن جنوة وبولونيا وفلورنسا الإيطاليّة.
وقال تاياني في بيان صحافي:
«نشعر بالمسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني، الذي يعيش في ظروف صعبة للغاية. ونؤمن بأنّ السلام في المنطقة يمر عبر الاعتراف بحقوقه وكرامته».
وأضاف:
«نستخدم جميع الوسائل المتاحة لمساعدة الفلسطينيين، بما في ذلك السفينة العسكرية الإيطالية فولكانو، التي تعمل كمستشفى عائم في ميناء العريش.
وتقدم السفينة خدمات طبية وجراحية للمصابين، بالتعاون مع أطباء من مصر وقطر والإمارات واليمن. ونحن فخورون بالجيش الإيطالي والمنظمات الإنسانية الذين يقدمون مثالًا للتضحية والعطاء».
من جانبه أعرب فلتس، الذي التقى البابا فرنسيس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ونال تشجيعه ودعمه لهذه المبادرة، عن سعادته بنجاح الرحلة الأولى، وأمله بأن تتكرر في الأشهر المقبلة فيُنقَل أيضًا 100 طفل إلى إيطاليا لتلقي العلاج اللازم. وقال: «نريد أن نساعد هؤلاء الأطفال الذين يعانون أمراضًا مستعصية ولا يجدون الرعاية الصحية المناسبة في غزة بسبب الحرب والحصار. نريد أن نرسل لهم رسالة من الحبّ والتضامن».
«لقد بدأ طريق مهم نحو السلام»، هكذا يؤكد فلتس مرة أخرى أنّ الطريق الوحيد الذي يجب اتباعه هو البدء بمساعدة الضحايا من الأطفال، «وقد سلكنا الطريق الصحيح». دعونا ننظر إلى معاناة هذه الإنسانية الجريحة: «الحزن والألم ليس لهما لون أو حتى بطاقة هوية».
خادم الرب
موقع مليون مسيحي
أترك تعليقك الجميل هنا