|
الصيام عند المسيحيين |
كيف يصوم المسيحيين الصوم عند المسيحي
ما هو الصوم المسيحي وكيف يتم الصيام عند المسيحيين ؟
هو الإمساك عن الطّعام والشّراب لفترة من الزّمن بغرض الاقتراب إلى الله في توبة وإيمان، وفي الكتاب المقدّس، عادةً ما يجتمع الصّوم مع الصّلاة.
نقرأ عن النّبي دانيال قوله في سِفر دانيال 9: 3.
يصوم المسيحي بناءً على محبّته لله ورغبته في التّقرّب منه والتّذلّل والانكسار أمامه طاعةً له.
لقد التزم شعب الله في العهد القديم بالصّوم كعلامةٍ على تمسّكهم بالله وتعبيرٍ منهم عن خضوعهم لسلطانه وتذلّلهم أمامه عربون محبّةٍ وطاعةٍ له.
وكذلك الأمر في العهد الجديد، فللصّوم مكانةٌ هامّةٌ في الإيمان المسيحي وفي حياة المؤمن بالمسيح.
لقد بيّن الرّبّ أهميّة الصّوم وجديّته في علاقتنا مع الله، وقد التزم به رُسُل المسيح والمؤمنون على مرّ تاريخ الكنيسة منذ نشأتها وحتّى يومنا هذا، وسيبقى الصّوم حتّى مجيء السّيّد المسيح ثانيةً علامة إيمانٍ ثابتةٍ في المسيح.
الصوم عند المسيحيين
متى موعد الصّيام ولماذا يجب علينا أن نصوم؟
لا يحدّد لنا الكتاب المقدّس أوقاتاً أو شهوراً للصّوم.
فقد تُرك الأمر للضّمير الشخصي.
وتبعاً لنموذج الكتاب المقدّس، قد تقوم جماعة من المسيحيّين أو الكنيسة بتحديد وقتٍ للصّوم من أجل أمرٍ هامٍّ في حياة المؤمنين، أو من أجل خدمة المسيح والإنجيل، مثال على ذلك ما فعله بولس وبرنابا حيث نقرأ في الإنجيل المقدّس في
سِفر أعمال الرّسُل 14: 23 .
لكن أيضاً يوجد عند طوائف مسيحيّة زمن معيّن للصّوم يسبق عيد الفصح بأربعين يوماً، ولكن هذا التّحديد الزّمني لا يرتبط بتعليم كتابي بل هو يندرج في سياقِ ترتيبٍ أو تقليدٍ كنسيٍّ، الغاية منه الصّوم كعملٍ إيمانيٍّ يسبق موعدَ ذكرى موت المسيح وقيامته.
أمّا لماذا يصوم المؤمن المسيحي، فلأنّ الصّوم علامةٌ مميّزةٌ في حياة الإيمان، يعبّر فيه المؤمن بالمسيح عن خضوعه وطاعته للرّبّ كما يطيعه في الصّلاة ووصاياه الأُخرى.
ومثالنا الأعلى وقدوتنا في الصّيام هو السّيّد المسيح نفسه
(إنجيل متّى 4: 2).
بالإضافة إلى كون الصّوم مفتاحاً أساسيّاً للتّفرّغ من كلّ المشاغل والرّوتين وأمور الحياة اليوميّة (حتّى الطّعام) للانصراف إلى الصّلاة، كما يوجد أسباب أُخرى هامّة للصّوم بحسب نصوص كتابيّة، كما يلي:
*الصّوم عربون توبة وإعلان رجوع إلى الله طلبا لغفرانه ورحمته، (يوئيل 2: 12).
* الصّوم طلباً لاستجابة الرّبّ طلبات وتضرّعات وخاصّة في الأوقات الصّعبة والظّروف القاسية، (إرميا 36: 9.
*الصّوم (والصّلاة) طلباً لقوّة روحيّة من الله للتّغلّب على الأرواح الشّرّيرة أو على أوقات الشّرّ، (إنجيل متّى 17: 21، رسالة كورنثوس الأولى 7: 5).
تعاليم الصوم للمسيحيين
أين يجب علينا الصّوم؟
ليس للمكان أهميّةٌ في زمن الصّوم، ولا يوجد تعليم كتابي يحدّد المكان الذي ينبغي فيه على المؤمن أن يقضي فترة صيامه، المهمّ في الصّوم هو الصّوم بحدّ ذاته والنّيّة بالالتزام به، وعدم تباهي الصّائم بصومه أمام النّاس لكي يكسب منهم مديحاً، بل الصّوم المقبول عند الله هو الصّوم الخفي المعلَن لله، لأنّ الصّوم هو أمر شخصي وليس فرصةً للتّظاهر.
الله يهتمّ باتّجاهات القلب ونيّاته أكثر من المظاهر الخارجيّة، ولا يصبح للصّيام أي معنى إن لم نُظهر محبّة لله ورحمة تجاه الآخرين في حياتنا اليوميّة.
قال السّيّد المسيح في إنجيل متّى 6: 17 - 18.
كيف يصوم المسيحي
كيف يصوم المؤمن المسيحي وما هي مدّة صيامه في اليوم؟
يصوم المؤمن بالمسيح بامتناعه أو إمساكه عن تناول الطّعام أقلّه اثنتي عشرة ساعة في اليوم، يقضيها دون طعامٍ ودون شراب. هذه الفترة الزّمنيّة تبدأ، عادة، من بداية اليوم وحتّى انقضاء الاثنتي عشرة ساعة، ولكن هذه ليست قاعدة إذ يوجد مسيحيّون يصومون وقتاً أطول.
وتوجد طريقتان للصيام عند المسيحيين:
الطريقة الاولى
النوع الأول يصوم المسيحي فيها بشكل انقطاعي بالامتناع عن الطعام والشراب من منتصف الليل وحتى ظهر اليوم التالي على أقل تقدير، وأحيانا حتى الساعة 3 عصرا، أو 5 مساء، حسب مقدرة الشخص ذاته، ثم يبدأ بعد ذلك بأكل البقوليات والخضروات والفواكه، ولكنه يمتنع عن اللحوم والألبان وأي أكل دسم.
الطريقة الثانية
أما النوع الثاني من الصيام، فلا يمتنع فيه الشخص عن الأكل أو الشرب مدة من الزمن، لكنه لا يأكل لحومًا، أو مشتقات لحوم، وكذلك لا يأكل الألبان أو أي من مشتقاتها، مع التقشف في المأكل عمومًا، كمعنى روحي يتسق مع فكرة النسك، والتخلي عن الماديات.
يحمل هذا الصيام درجات متعددة
- صوم الدرجة الأولى، هذا الصوم يكون انقطاعيًا، ولا يؤكل فيه السمك
ليلة عيد الميلاد: ليلة 7 يناير من كل عام ، ودلالته الاستعداد لاستقبال حدث ميلاد السيد المسيح
ليلة عيد الغطاس: ليلة 19 يناير من كل عام، ويرتبط ببدأ دعوة السيد المسيح في المجتمع اليهودي
صيام أهل نينوى: يسبق الصيام الكبير بأسبوعين ويرتبط بفكرة توبة أهل مدينة نينوى التي بشرها يونان النبي، أحد أنبياء العهد القديم
الصوم الكبير
الصوم الكبير: هو أطول أصوام الكنيسة ويأتي 55 يومًا استعدادًا لأحداث آلام السيد المسيح في أورشليم، ويعرف آخر أسبوع من هذا الصيام بأسبوع الآلام، ويعتبره المسيحيون أقدس أيام العام
متاح أكل الأسماك في هذه الأصوام، بهدف عدم التثقيل على الإنسان نتيجة كثرة أيام الصوم واحتياج الجسم لبروتين حيواني ولو على فترات
صوم الميلاد
صوم الميلاد: هو الفترة التي تسبق تذكار ميلاد السيد المسيح والذي تحتفل به الكنيسة الشرقية في يوم 7 يناير من كل عام، أما الكنيسة الغربية فتحتفل به في يوم 25 ديسمبر من كل عام، وفترة هذا الصوم 43 يومًا، وتأتي استعدادًا لاستقبال ميلاد السيد المسيح
صوم الرسل
صوم الرسل: يأتي بعد عيد القيامة بـ 50 يومًا، ويعبّر من اسمه عن الرسل الذين يحملون بشارة المسيح إلى العالم، فيرتبط مفهومه أكثر بفكرة الكرازة والدعوة، ومدة هذا الصوم لا تقل عن 15 يومًا
صوم السيدة العذراء، وتصومه الكنيسة تكريمًا للسيدة العذراء مريم، والدة المسيح، ويبدأ في 7 أغسطس من كل عام، ويستمر 15 يومًا، ويؤكل فيه السمك، ما عدا الأربعاء والجمعة، وهو من أكثر الأصوام المحببة لدى المسيحيين
أكل السمك خلال فترة الصوم
للسمك في الثقافة المسيحية دلالة ومعنى، فهو المخلوق الذي لم يغرق نتيجة الطوفان، وقت وجود نوح نبي الله، كذلك جاءت سيرته في أكثر من معجزة جرت على يد السيد المسيح، وذكر الكتاب المقدس عن المسيح أكله للسمك ولم يذكر أكله لأي نوع آخر من اللحوم، كما أن لحم الأسماك من اللحوم الخفيفة التي تتسق مع فكرة الصوم، عكس باقي أنواع اللحوم التي تكون أكثر صعوبة في الهضم، لذلك تخفف الكنيسة على المسيحيين بالسماح لهم بأكل السمك في أصوام الدرجة الثانية والثالثة
خادم الرب
موقع مليون مسيحي
أترك تعليقك الجميل هنا