ثلاثة أشهر على التغيير في سوريا الجديدة تغيير أنهى سنوات من «الظلم».


 لكن ماذا بعد؟


 هل سترى سوريا النور، أم ستتحول فترة الظلم إلى ظلام اللون الواحد الذي يتشح به الناس بعد كلّ قطرة دم تراق حتى اليوم؟ ظلام خيّم قبل عدة ايام على المستوى المسيحي في اللاذقية بعد سقوط ثلاثة مسيحيّين ضحايا صراع لا شأن لهم فيه:


 طوني بطرس وابنه فادي على طريق اللاذقية الدولي بسبب الاشتباكات، والشاب طوني خوري داخل بيته برصاص طائش.


تقدِّم معاينة حال مسيحيي سوريا مؤشرات إيجابية من جهة عدم التعرض لهم على أساس طائفي، وإرجاع بيوتهم وأراضيهم في قرى إدلب. 


يُضاف إلى ذلك إلغاء التجنيد الإجباري الذي أراح فئة كبيرة من المسيحيين، وهو الذي كان أحد أهم أسباب هجرتهم.


على المقلب الآخر، تلقي الحالة الأمنية المتردية بظلالها ليس على مسيحيي البلاد فحسب بل على الشعب السوري بأكمله.


 ويتمثّل التحدي الأكبر أمام حكّام سوريا الجدد في مواجهة النزعات الانفصالية (الإثنية والطائفية) المسلّحة، على جبهات ثلاث: 


الأكراد في الشمال الشرقي؛ والدروز في الجنوب الغربي؛ بالإضافة إلى العلويين في الساحل الذي يشهد توترًا غير مسبوق في اليومين الأخيرين.


 تلك المناطق الثلاث ينقسم أهلها بين مؤيد للسلطة الحالية ومعارض لها، ومنهم من يطمح إلى الفيدرالية وصولًا إلى الوصاية الدولية.


ومع تصاعد حدة الاشتباكات في مدن الساحل السوري وقراه، أصدرت النيابة الرسولية للاتين في سوريا بيانًا شددت فيه على وقوفها إلى جانب الدولة السورية في محاربتها لمن وصفتهم بأنّهم «لا يريدون الخير لهذه البلاد بل زعزعة استقرارها».